قد ترتدي الأيامُ ثوبًا أسودًا
والخيرُ فيه مُخَبَّأٌ مَطوِيُّ

ما كانتِ العذراءُ تشكو حزنَها
لو أدركَتْ أنَّ الوليدَ نبيُّ

إِنَّ الرِّجَالَ النَّاظِرِينَ إِلَى النِّسَا
مِثْلُ الْكِلاَبِ تَطُوفُ بِاللُّحْمَانِ
إِنْ لَمْ تَصُنْ تِلْكَ اللُّحُومَ أُسُودُهَا
أُكِلَتْ بِلاَ عِوَضٍ وَلاَ أَثْمَانِ
لاَ تَقْبَلَنَّ مِنَ النِّسَاءِ مَوَدَّةً
فَقُلُوبُهُنَّ سَرِيعَةُ الْمَيلاَنِ

‏إنْ كانَ قَلبُكَ مُتعبًا مِن غَمِّهِ
فافتَح كِتاب اللهِ واقرَأ بَعضَهُ

تجِدْ الفُؤادَ وقدْ خَلا مِنْ هَمِّهِ
وسَمـا وطَهَّرَ بالسَّكِينَـةِ نَبضَه ..

يا حاملَ الهمّ لا تَحزُنْكَ عاصِفةٌ
هبّتْ على قلبكَ الموجوعِ فانهدَما

سيَبعَثُ اللهُ مِن آفاقِ رحمَتهِ
لُطفاً يُرمّمُ في جَنْبَيكَ ما هُدِما

طمئن فؤادكَ فالأقدارُ حانِيَةٌ
وفي الحياةِ سرورٌ يعقُبُ الألَما

وفي السماءِ هدايا الغيبِ دانيةٌ
يوماً ستأتيكَ بالبُشرى لِتبتسِما

توكلت في رزقي على الله خالقي
وأيقنت أن الله لا شك رازقي

وما يك من رزقي فليس يفوتني
ولو كان في قاع البحار العوامق ِ

سيأتي به الله العظيم بفضله
ولو لم يكن مني اللسان بناطقِ ِ

ففي أي شيء تذهب النفس حسرة
وقد قسم الرحمن رزق الخلائقِ

الإمام الشافعي رحمه الله

شَكَوتُ إِلى وَكِيعٍ سوءَ حِفظي
فَأرشَدني إِلى تَركِ المَعاصي

وأخبرني بِأنَّ العلمَ نورٌ
ونورُ اللّهِ لا يُهدى لِعاصي

- الإمام الشافعي رحمه الله

تَعَمَّدني بِنُصحِكَ في اِنفِرادي
وَجَنِّبني النَصيحَةَ في الجَماعَة

فَإِنَّ النُصحَ بَينَ الناسِ نَوعٌ
مِنَ التَوبيخِ لا أَرضى اِستِماعَه

وَإِن خالَفتَني وَعَصِيتَ قَولي
فَلا تَجزَع إِذا لَم تُعطَ طاعَة

- الإمام الشافعي رحمه الله

"‏يا رب هيئ لنا من أمرنا رَشَدا
واجعل معونتك العظمى لنا سَنَدَا

ولا تكلْنا إلى تدبيرِ أنفسنا
فالعبدُ يعجز عن إصلاح ما فسدا

أنت العليم وقد وجّهتُ يا أملي
إلى رجائك قلبًا سائلاً ويدا

فللرجاء ثوابٌ أنت تعلمه
فاجعل ثوابي دوام الستر لي أبدا".

واغتَنِمْ رَكْـعَتينِ زُلْفَىٰ إلىٰ الله
إذاَ كُنتَ فَارِغاً مُستَريحا

وإذا ما هَمَمْتَ بالنطِقِ الباَطِلِ
فَاجعَل مَكَانَهُ تَسبِيحا

إنَّ بَعْضَ السُّكُوتِ خَيْرٌ مِن النُّطقِ
وإنْ كُنْتَ بالكلامِ فَصِيحا

- عبد الله بن المبارك -

وجهتُ وجهي نحو بابك راجيا
والحالُ لا يخفى وأنت عليمُ

بالرغم من ذنبي فإني واثقٌ
أن الحليم على العصاةِ حليمُ

فأنا الفقيرُ وجئت ببابك لائذًا
متضرعا وجلًا فأنت عظيمُ

أرجوك عفوًا منك يا ربّ الورى
فامنن وأكرمني فأنت كريمُ

وإن ضاقت بكَ الأيامُ صبرًا
‏ستولدُ بعد صبرك ألف بشرى
‏وتنهلُ من سرور العمر حتى
‏كأنك لم تذق بالأمس مُرًا..

واللهِ لو وقَفَ الأنامُ جميعُهُم
وتآمروا كي يمنعوكَ مُناكا

‏وأرادَ ربُّك أن تنالَ عطاءَهُ
لأتاكَ يعْدو رغمَ كلّ عِداكا ..

‏«تعزُّ عليَّ نفسي أن أراها
إذا سقطت تهيَّبتِ القياما

وليس بعاذرٍ نفسي لنفسي
تُشكِّيها المصائب والسقاما

فنفس الحُرِّ إن كُرِبت لأمرٍ
وزاحم غمُّها الأملَ المُراما

تدافعهُ بحوقلةٍ وسعيٍ
ولم ترضَ القنوط ولو لِماما»

أُداري السفيه ولا أغضبُ * ويهذي المسيء فلا اعتبُ
وأصفح عمّن أتى مذنبا * ومن في البرية لا يذنب؟

وألقى الحقود بوجهٍ مضيءٍ * ولو كان في قلبه غيهبُ
وأبسط للجار ظل الأمان * إذا هزّه حادثٌ مرعبُ

وأغمر بالودّ من يحتذي * خطا الناجحين ولا يرسبُ
وأمقت من جاءني كاذبًا * ولو ملك الدرّ من يكذبُ

وأصحب كل كريم الطباع * ومن في النجوم لك مأربُ
خُلقتُ محبًا لكل الأنام ** وإنّ المحبة لي مذهبُ

خلالٌ تعلّمتها من أبي * فنعم الخلال ونعم الأبُ

أَيقِظ شُعورَكَ بِالمَحَبَّةِ إِن غَفا
لَولا الشُعورُ الناسُ كانوا كَالدُمى

أَحبِب فَيَغدو الكوخُ كَوناً نَيِّراً
وَاِبغُض فَيُمسي الكَونُ سِجناً مُظلِما

وَإِذا مَرِضتَ مِنَ الذُنوبِ فَداوِها
بِالذِكرِ إِنَّ الذِكرَ خَيرُ دَواءِ
وَالسُقمُ في الأَبدانِ لَيسَ بِضائِرٍ
وَالسُقمُ في الأَديانِ شَرُّ بَلاءِ

لا يَغلِبَنَّكَ غالِبُ الحِرصِ
وَاِعلَم بِأَنَّ الناسَ في نَقصِ
وَالبس أَخاكَ عَلى تَصَنُّعِه
فَلَرُبَّ مُفتَضِحٍ عَلى النَصِّ
ما كِدتُ أَفحَصُ عَن أَخي ثِقَة
إِلّا ذَمَمتُ عَواقِبَ الفَحصِ

‎وإذا الشدائدُ أقبلتْ بجنودِهَا  
‎والدهرُ من بَعد المسرّة أوجعَك

‎لا ترجُ شيئا من أخٍ أو صَاحبٍ
‎أرأيت ظلّكَ في الظلامِ مَشى معَك

‎وارفعْ يَديكَ إلى السَّماءِ ففوقِهَا
‎ربّ إذا نَاديتَه مَا ضيَّعك

وإِذَا خَلَوْتَ بِرِيبَةٍ فِي ظُلْمَةٍ
‏والنَّفْسُ دَاعِيَةٌ إلَى الطُّغْيانِ

‏فَاسْتَحِي مِنْ نَظَرِ الإِلَهِ وَقُلْ لَهَا
‏إنَّ الَّذِي خَلَقَ الظَّلَامَ يَرانِي

وَكٌلُّ بَابٍ وَإن طَالَت مَغَالِقُهُ
يَومًا لَهُ مِن جَمِيلِ الصَّبرِ مِفتَاح
كَم مِن كُرُوبٍ ظَنَنَّا لَا انفِرَاجَ لَهَا
حَتَّىٰ رَأينَا جَلِيلَ الهَمِّ يَنزَاح
فَاصبِر لِرَبِّكَ لَا تَيأس فَرَحمَتُهُ
لِلخَلقِ ظِلٌّ وَلِلأيَّامِ إصبَاح